كلمة الشيخ

رضا الله عز وجل غاية الغايات وأهمّ المقاصد في حياة المؤمن، ولكن لا بد أن يتحقّق ذلك في عبادته وسلوكه وأخلاقه، فلا يقدّم على رضا الله رضا أحد من البشر ولا يقدّم على الخوف من غضب الله غضب أحد مهما كان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبّان: "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضى الناس وكَله الله إلى الناس". فالواجب على هذا الجيل أن يحرص على رضا الله عز وجل وأن يردّد دوماً بلسان حاله ومقاله

فليتَكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ              وليتكَ ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ           وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
إذا صحَّ منكَ الود فالكلُ هينٌ            وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ

أيها الشباب الماجد، إننا ننتظر منكم الكثير فأفق الدعوة بات أوسع مجالاً في ظلّ ما نشهده من حركة فاعلة وناشطة لوسائل التواصل الاجتماعي، وبات نشر العلم الناّفع أسرع من ذي قبل، ولكنّ ذلك يتطلّب منكم بذل الجهد الوافي والبحث والتّمحيص والتّحقّق من كلّ ما يُنشَر عبر أهل الاختصاص كلٌّ في مجاله، وقد قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]. وكلُّ ذلك حرصاً على الأمانة العلمية من جهة، وحفظاً للعلم من الشوائب المغلوطة من جهة أخرى

أيّها الشباب المنفتح الطموح، استشيروا الدعاة والعلماء وأزيلوا الحواجز المصطنعة بينكم وبينهم حتّى تنهلوا من معين خبراتهم لعلّ الله أن يبثّ فيكم حكمتهم

أيّها الجيل النابض بالحياة، إنّنا ننتظر من همّتكم الكثير حتى تنهض هذه الأمة من كبوتها وحتى تصحو من غفلتها وحتى يعود إليها مجدها، فأنتم الأمل المنتظر